
لكننا بحمد الله له الحمد وله الشكر عندما نعود إلى مسيرتنا نرى أن واقعنا واقعاً مختلفاً عن أولئك أصحاب الألقاب الفخرية. نحن عندما نُطلق على شهداءنا هذا الوصف الإلهي وعندما نحتسبهم عند الله راجين منه أن يتقبلهم؛ فلأنهم فعلا كانوا في خط الشهادة الخط الحقيقي من كل الاعتبارات, عندما نأتي إلى الدافع فهم انطلقوا في سبيل الله سبحانه وتعالى بدافع إيماني, الدافع كان دافعاً إيمانياً، استجابة لله, طاعة لله , رغبة فيما عند الله امتثالاً لأمر الله, لم يكن هناك أي حافز أو دافع غير إلهي, لم يكن هناك دافع آخر أبداً؛ لأنه في واقعنا العملي ليس هناك أمور أو اعتبارات أخرى يمكن أن تشكل حافزاً منذ البداية منذ بداية انطلاقة هذا المشروع القرآني العظيم.
لم يكن هناك إغراءات مالية ومادية حتى يكونوا منطلقين مندفعين متحركين مقاتلين من أجلها, وابتغاء لها, وأملاً فيها, وسعياً ورائها, لم يكن هناك شيء من هذا القبيل.
الفرد ينطلق ليبذل نفسه ويبذل ماله ويصبر على البأساء والضراء والمعاناة والحاجة والفقر, لم يكن حالهم كحال تلك الألاف التي انطلقت لتقاتل وتعادي وتواجه هذا المشروع القرآني العظيم؛ لأنهم قدموا لها الأموال, لأنها ستحصل على مرتبات أو معاشات أو مال سعودي أو أي شيء من هنا أو هناك, كان الحال لدينا مختلفاً, الدافع كان دافعاً إيمانياً خالصاً, وواقعنا العملي كان سليماً, لم يبتنِ أبداً على أي إغراءات مادية أو دوافع مادية , والأمر معروف, الأمر معروف.
اقراء المزيد